Saturday, July 19, 2008

المشهد في الخارج أصعب كثيرا"قصة قصيرة

كان نبيل علي عكس صرامة ملامحه وحدتها عطوف جدا رقيق المشاعر لحد الدهشة ..دامت قصة حبه لسلوي أربعة سنوات وبنفس القوة بل وتزداد كل يوم وتزداد مشاعرهما سويا فقد وجدت في نبيل كل معاني الرقة في رجل وكان له عمل مرموق في الدولة ..
كانت سلوي تعمل في فرقة مسرحية منذ أيام الجامعة وكانت دائما ما تحدث نبيل عن فرقتها ولكن اليوم كان الموعد المحدد لتصحب نبيل لمشاهدتها ودعمها في مشهد تمثيلي صعب وكان نبيل مرحب جدا بالفكرة وكان دائما يشجع سلوي علي الإستمرار في هذا المجال فكان عاشقا جدا للتمثيل وخصوصا اذا كانت هذه رغبة سلوي حبيبته التي لا يرفض لها أمر ..
بدأت الفرقة في الإستعداد في مسرح ضيق ملئ بالشبان الصغار في العشرينات علي كراسي قديمة بعض الشئ تماما كالمسرح وبالرغم من قدم المكان كانت سلوي تعشق كل تفاصيله لأنها تعشق هذا العمل ..بدأ المخرج للإستعداد للمشهد المهم في العمل وبدأت سلوي التركيز بدلا من النظرات الولهانة لنبيل بين الجمهور ..نظرت سلوي في عين سامر بطل الفرقة المسرحية لتنفيذ المشهد..

سلوي:فعلا مش مقدر لينا نستمر مع بعض ..حاسة إننا وصلنا للنهاية..
سامر: إزاي بتقولي الكلام ده حبنا اللي بقاله سنين تقتليه في ثانية ..اهدي بس يا سلوي..
سلوي:سامر مش وقت الكلام دلوقتي وقت الفراق ..إحنا ملقناش بعض في الحب ده كل اللي لقيناه عذاب وخيانة..
سامر:انا مخنتكيش يا سلوي إنتي الإنسانة الوحيدة اللي بعشقها سلمي كانت نزوة صدقيني..
سلوي:ما فيش نزوات في الحب..الحب مطهر من الخطايا وأنا هأطهر نفسي زي الحب..
سامر:سلوي ..سلوي
يبدأ التصفيق في المسرح
ولم يلبث نبيل إلا أن جري في المسرح ليحتضن سلوي بعنف ويبكي علي صدرها ..

نبيل"يبكي":أنا مش ممكن أسيبك يا سلوي ..أنا بحبك قوي
سلوي:وأنا كمان يا نبيل أنا مش ممكن أسيبك ..أنا بموت فيك..

بدأ نبيل في الهدوء التدريجي ليعود إلي حالته وخرج قليلا للخارج علي الكورنيش ليشرب سيجارته اليومية فلم يكن مدخنا شره بل كان يحب الفكرة فقط ..بدأ ينظر للنيل الذي كان متيما به منذ الطفولة ..ليسمع في الجهة المقابلة هذا الحوار..
"إحنا مش لبعض بقالك سنين بتقولي نفس الكلام كلها وعود لكن خلاص أنا شبعت ..إنت ضعيف..وحبنا أقوي منك ومني وإحنا قتلناه بضعفنا ده"
كانت الفتاة علي الكورنيش تلقي هذه الكلمات علي مسامع الشاب ذو الملامح الوسيمة الذي لم يتمالك نفسه من البكاء ونظر في عين نبيل الذي كان يجلس أمامه ليشعر نبيل برعشة قوية من تلك الدموع التي كان يكرهها دموع الفراق ..
وعاد مرة ثانية الي الفرقة ليقاطع مشهد هذه المرة ويحضن سلوي بعنف أكبر من الحضن السابق لتقول له "ايه اللي حصل يا نبيل ..ايه الحضن ده كله انت بتعيط ليه"
ليرد نبيل وهو يبكي "المشهد في الخارج أصعب كثيرا"..

1 comment:

Anonymous said...

ماشاء الله كتابات وقصص أكثر من رائعة فعلا ..منقطع من فترة عن المنتدي لتبدع في مكان أخر قصص معطرة بالرومانسية أدام الله قلمك

dodo_samora