Tuesday, July 29, 2008

حيــن تقــــتل الكـــلمات"قصة قصيرة

كانت ميرنا كأي فتاة في سنها مليئة بالإحساس الرقيق وبالعواطف الجياشة ..كانت تحب إحساس الحب ذاته وكانت دائما ما تقول لصديقتها بأنها احيانا تحسد نفسها علي نعمة الحب وفي اليوم التالي تكره نفسها لنقمة الحب وكانت تعشق هذا التناقض الجنوني في شخصيتها ..
لم تكن ميرنا تعرف شيئا عن لغة الدموع إلا منذ أحبت مراد الشاب اليافع ذو السبعة والعشرون عاما ..
كانت قصة مراد وميرنا يملأها الشكوك الكثيرة حول إمكانية إستمراريتها ..لأن مراد كان شابا لعوبا يعشق الجنس الأخر ولكنه تغير بالفعل بعد أن عرف ميرنا حتي أنه قال ذات مرة مكنتش أعرف إن الحب بيطهر إلا أما بصيت في عيون ميرنا ..كان والد ميرنا رجل عجوز مشلول منذ سنين علي كرسيه المتحرك لا يتحرك وتستعمل معه ميرنا لغة الاشارة وكان ظاهر علي وجه مدي وسامته وملكية وجهه المستبشر..
كان اليوم هو الميعاد الإسبوعي لنزهة والد ميرنا علي ضفاف النهر ..كانت ميرنا في اليوم السابق للنزهة قد إكتشفت صدمة حياتها ..مراد لم يتغير مازال هذا الفتي المدلل اللعوب العاشق للجنس الأخر حيث أكدت لها صديقتها أنها رأته مع سلمي عدوتها اللدودة في أكثر من مكان ..
خرجت ميرنا الي ضفاف النهر وهي مليئة بالأسي لم يكن ماء النهر كله ليسقي زهرة أفراحها في هذا الوقت..نظرت ميرنا لعيون والدها وقالت:

أنا عملت ايه يا بابا ايه ذنبي اني بحبه ..قاللي ميت مرة انه اتغير ومافيش فايدة مش عارف ليه الحب زي ما جمعنا مش عارف يحافظ علينا ..الحب ده لعنة مسلطها علينا ربنا انا بكره الحب..يارب خلصني منه ..
يارب أخرج من كابوسي ده علي حلم يفوقني ويقويني ..الحب مقتلنيش بس مقوانيش زي ما بيقولوا سابني بين الحيا والموت ..وهادني كده لإمتي ..يا تري هأكمل حياتي كده ولا هأرتاح؟..ليه يا مراد تعمل فيا كده هانت عليك دموعي..
عايزة أسيبك وأرجع بروحي لنفسي عايزة أبقي أقوي ..يعني كل كلامك ليا كان كذب ؟..علي قد ما انا فرحانة بحبك ليا زمان دلوقتي ندمانة علي حبي ليك ..
ظل فارس والد ميرنا يتألم أمام النهر حتي ذهبوا الي المنزل وإجتمعت حوله العائلة وخرج الدكتور من حجرته ليطمئنهم علي الحالة .."متقلقوش الظاهر انه كان بيعدي بمشكلة نفسية وهيتعافي ان شاء الله انا اديته مهدأ"
كانت ميرنا تعلم جيدا ان والدها لم يسمعها لأنه لا يسمع منذ سنين طويلة فكانت تشكي للدنيا بصوت عالي امام النهر ..حتي دخل الجميع ليطمئنوا علي حالته وكانت ميرنا بالخارج فأشار اليهم بلغة الإشارة "نادوا ميرنا"
ودخلت ميرنا الغرفة وخرج منها الباقون ليتحدث اليها والدها وقالت"مالك يا بابا يا حبيبي انت عارف انت غالي عليا قد ايه ليه بتعمل فينا كده يارب تقوملنا بألف سلامة"
وكانت المفاجأة حين قبل يد ميرنا ووضع يدها علي قلبه وأشار لها "فكرتيني بنفسي عند النهر"..فحينها عرفت ميرنا ان والدها كان يسمع كل شئ بكت وقبلت جبهته وفارقها بإبتسامة..ولكن لم يفارقه الحب

1 comment:

Anonymous said...

تحفة بجد بس انا مش فاهمة يعني هو مات في الاخر ولا ايه؟
dodo