Monday, July 21, 2008

الـحــياة جـــــريــــمة مــــدبــرة"قصة قصيرة

لم تكن "ميرفت" خائنة بطبعها ولكنها عشقت الخيانة بسبب زوجها "رمزي" الذي طالما جمع بينهما بيت واحد وفرق بينهما بيت واحد..كان رمزي شخصية مثالية لا تحظي بالزمن المثالي الذي يتحدث عنه دائما لزوجته..بدأ جسد ميرفت الشبيه بالمدينة الفاضلة يبحث عن مثاليته الخاصة ..عن فيلسوف هذه العاطفة المتفجرة بداخلها..كانت تحب الحياة جدا ..تتحدي اليوم من أجل لحظة مرح..تشاهد توم جيري وزوجها بجانبها في السرير يقرأ كتب العقاد..تعشق الحفلات وزوجها لا يفارق القنوات الإخبارية.ربما يكون هو الأعقل..ولكن الأكيد أنهم في حالة عدم إنسجام تام..

في أخر ليلة من ليالي الصيف وفي إحدي الحفلات في مارينا تعرفت ميرفت علي رجل الأعمال ناصر أباظة وهو رجل أعمال شهير جدا وشريكه سعيد الدكروري في جلسة عمل مع زوجها العاشق المتيم بعالم الأعمال والمشارك لكبار رجال الأعمال في مشروعاتهم..

رمزي:أعرفك يا ميرفت أستاذ ناصر أباظة..أشهر من نار علي علم..
ميرفت:أهلا انا سمعت عن حضرتك كتير..
كانت نظرة ناصر لميرفت نظرة غمتلاك وكأن هدف الشراكة مع زوجها هو شراكته في كل شئ حتي زوجته ..

وبعد عدة سنوات وفي غرفة نوم أحد الفنادق الكبيرة:

ميرفت:بقولك اتصرف يا اخي شوف حل .انا حامل
ناصر:ماحدش ضربك علي ايدك نزلي اللي في بطنك ده وفورا أو قولي لجوزك ده ابنك شئ طبيعي..
ميرفت:انت اتجننت جوزي بقاله سنتين مالمسنيش تقريبا اقوله ايه..

وفجاة يدخل رمزي ثائرا وعلي وجهه صورة كاملة لجهنم وفي يديه مسدس اسود عريض ..
رمزي:اه يا كلب انا اللي أمنتك علي بيتي ومراتي عشان تضربني في ضهري..
ناصر:انا اشتريتك عشان اوصلها انا مايهمنيش واحد زيك.وعلي العموم اهدا ونتفاهم..
رمزي:معدش تفاهم

تنطلق رصاصتان في المكان فجأة كاتمة للصوت لتعلن عن مصرع ناصر ورمزي في حادث غريب ..ولكن كانت المفاجأة حين أغلقت القضية الشهيرة بمقتل ناصر ورمزي وسعيد الدكروري واعتبره التحقيق خلاف في جلسة عمل بين رجال الأعمال ..وكيف حدث هذا!

كانت ميرفت بذكائها الحاد قد دبرت مكالمة تليفونية كعادة مكالمات "فاعل خير" لرمزي لتقول له ان ينقذ شرف زوجته وتركت له اسم الفندق ورقم الغرفة والغرفة محجوزة باسم ناصر اباظة..لتتخلص من وزرها امام زوجها ومن بطش ناصر بضربة واحدة..
وفي نفس الوقت أغوت سعيد الدكروري بجسدها ليأتي للغرفة في نفس الليلة وقالت له انها غرفة باسم ناصر اباظة تركها لزوجها من اجل بعض الاعمال حتي لا تكون لها اسم في سجلات الفندق..وكان ناصر يحمل مسدس احمر كبير كعادة رجال الاعمال وعندما دخل رمزي قتل كل منهما الأخر وبعد فترة دخل سعيد الدكروري حسب الموعد ليجد فازة كبيرة علي رأسة لتعلن مصرعه علي الحال ..

ولم تجهض ميرفت نفسها وكبر الابن واصبح ضابط شرطة وكان يحكي لها عن جريمة مدبرة في عمله حيث استطاع المجرم من النجاة ..فابتسمت له ميرفت وقالت "احيانا تكون حياتنا جريمة مدبرة"

No comments: