Tuesday, February 8, 2011

فســاد الرفـاهيات والعـالم العربي




"معظم النار من مستصغر الشرر"



هذا ما احب ان أبدأ به حديثي لكي لا يتعجب البعض من الخوض في تلك الفكرة التي غابت عن الكثيرين وهو ما اسميه "فساد الرفاهيات".

الجميع يتحدث عن نقص الرغيف او المرتبات او غيره باعتبارها من الأولويات وفعلا هي من الأولويات ولكن لا يظن البعض بأن بعض من يسكنون مثلا في الأماكن المرفهة او يركبون السيارات المرفهة هم بعيدا تماما عن الواقع المصري الذي كان فاسدا قبل يوم 25 وسيتحول بإذن الله الي واقع ملئ بالامل في غد أفضل..
لا يبتعد ابدا هؤلاء عن الاحساس بالفساد بل ويلامسونه يوميا في قضايا لا تنشر لا في صحف ولا في الفضائيات ولكن يتم تجاهلها نظرا لانها من "فساد الرفاهيات"..

مثل الفساد في قطاع الاتصالات من انترنت وخلافه او فساد شركات المحمول احيانا او غير ذلك ولكن ياللعجب اذ من يقولوان ان هذه المواضيع التافهة التي يجب الا تتم مناقشتها علي الاطلاق يتابعون الصحف الاجنبية والشبكات الاجنبية الكبري مثل فوكس او سكاي التي تهتم بأتفه واصغر الامور في المجتمع الامريكي دون تجاهل

ولكي اوثق بالأمثلة فقد اهتمت شبكة فوكس الامريكية في حلقات مصورة علي مدار اسبوع بمشكلة قد ينظر اليها المجتمع المصري باعتبارها سخف وسذاجة ان يتم مناقشتها وهي مشكلة الورق الذي يصنع منه الدلائل الصفراء "يلو بيج " لرجال الاعمال والشركات وغيره او دليل التليفون للافراد والذي يترك في اكشاك التليفونات العامة ويتم تمزيقه ويكلف الدولة هذا الورق ملايين..!! هل هذه تفاهة ؟؟ هل هذه قضية لا ينظر اليها ؟؟؟ بالطبع اهتم بها جدا المجتمع الامريكي ونظر اليها باهتمام لانهم لا يتركون قضية الا ويتم مناقشتها.

ومثال اخر عندما افردت المحطات والصحف مشكلة فسحة التلاميذ في المدارس الثانوية في امريكا وان الوقت بين وقت الخروج ووقت الرجوع للمدرسة غير كاف فيضطر الطلبة الي الجري السريع بسيارتهم الي منازلهم للحصول علي وجبة الغذاء ثم يعودون فورا فينتج عن هذه السرعة العديد من الحوادث فطالبوا بزيادة وقت الفسحة في برامج حوار شهيرة امريكية..هل هذه تفاهة ؟؟ مناقشة وقت الفسحة لو في المجتمع المصري او في برامجنا سيتم الرد فورا "انت بتقول ايييييه الناس مش لاقية تاكل وانت بتقول فسحة ومش فسحة " ورد من هذا النواع بالطبع رغم ان القضايا التافهة التي يتحدثون عنها تكلف الناس وتاخذ من الموالهم ملايين وانا ساعطيكم امثلة عن قضايا تافهة حسب راي الناس تاخذ من جيوب الناس ملايين يوميا

شركات تقدم العاب للمحمول وتطلب منك ان ترسل رسالة للحصول علي اللعبة هذا في حد ذاته قساد ويسرق من جيبك ملايين ..كيف ؟؟
الشركة لا تحدد نوع الهاتف بالظبط بل تقول "ارسل رسالة ويتم رسال اللعبة" دون اي اهتمام بنوع الهاتف وهذا يجعل الجميعمن يريد اللعبة او النغمة او اي شئ من هذه الرفاهيات ترسل الرسالة ولكن تاتي اللعبة غير متوافقة مع الهاتف ويتم سحب 5 جنيهات من الفرد الواحد مضروبا في عدد التليفونات الغير متوافقة وعدد الافراد التي ارسلت اي ملايييين الجنيهات..ويعتبرها الجميع قضية ساذجة سطحية لا تتم مناقشتها او حساب المسئول عنها..اين تذهب هذه الملايين ؟؟ من المسئول عن اهدارها انه "فساد الرفاهيات" وعدم حساب المسئولين في هذه القضايا التي يسميها البعض سطحية تافهة


قضية اخري مثلا قضية الانترنت..بطئ سرعة الانترنت عن العقد المبرم بينك وبين الشركة دون وجود رقيب فوق هذه الشركات يعطل مصالح الوف المتعاملين في البورصة بل قد تاتي لحظة حاسمة مثلا لوقف خسارة شخص ويريد الخروج من السوق فيجد خدمة الانترنت معطلة رغم تسديده الاشتراك من يتحمل هذه التكاليف؟؟ ولماذا لا يتعامل الجهاز القومي للاتصالات بشكل جدي ورقابة حقيقية ؟؟ دون ان يقول كلمة "اقرا عقدك" ولماذا اقرأ العقد ولا اكون علي ثقة بشركة كبر تزودني بخدمة محترمة ؟؟ انه فساد الرفاهيات.

القضية الوحيدة من الرفاهيات التي يتم التعامل معها هي قضية ملاعب الجولف وكمية الماء المهدر عليها دون النظر في توفير هذه الكميات المهولة من المياه.
لا يوجد في الصحف الانجليزية والامريكية شئ يسمي بالتافه او الخفيف كل القضايا يتم التعامل معها وتتم مناقشتها في البرامج الحوارية

بل يصل الامر لمناقشة قصة حياة صاحب اول مشروع انتشر في كل انحاء الولايات المتحدة لغسل السيارات من خلال فتيات ترتيدن البكيني اثناء غسيل السيارات ومكاسب هذا المشروع في اكبر البرامج الحوارية رغم وجود قضايا للفقر ايضا هناك فليس كل المجتمع الامريكي غني بطبيعة الحال مثل اي مجتمع

ولكن احيانا عندما تعطيك شركة من شركات الانترنت سرعة هي ربع سرعتك وتطلب في حقك في برنامج مثلا وتقول انه فساد تجد الجميع قد يصدك ويقول "ايه الهيافة دي؟" وكأن الانترنت او الوسائل الحديثة لم تعد اساسية في الحياة كالماء والهواء الان ويتجاهلون قضية مثل هذه التي لو كانت في مجتمع امريكي او اوروبي لتم عزل وزير الاتصالات لو عرف ملفه الفاسد في مراقبة الاتصالات

او شركات صيانة السيارات التي قد لا تلتزم بمواعيد او تتسبب قطعة مغشوشة لسيارة حتي لو كانت فارهة في حادثة علي الطريق او خلل فني كبير
بل مناقشة قضية الاعمال التي يتم فيها بعض البلطجة مثل "السايس" التي تجده في كل مكان تركن فيه سيارتك
او تغطية شركة محمول في مكان رغم انها قضية قد تبدو تافهة الا انها قد تتسبب في وفاة مثل انسان مريض ولابد من اسعافه فورا والشبكة معطلة في هذا المكان ولا يجد احد لنجدته ..اهذه قضية تافهة ؟؟ قد تبدو بعض القضايا تافهة ولا يجب مناقشتها الا انها تخسر البعض ملايين او قد تتسبب في ضرر بالغ لاشخاص


فلابد من مناقشة كل القضايا واحترام كل القضايا اي ان يتعامل المجتمع مع اي قضية باعتباره طبيب نفسي..فلو اعتبر الطبيب النفسي قضية مريضه تافهة فسيفاقم مرضه ولا يتم علاج معظم الامراض التافهة التي تستفحل بعد ذلك وتصبح خطيرة




1 comment:

Anonymous said...

فعلا معاك حق جدااا