Thursday, April 14, 2011

حمدين صباحي..نحو عملية تعليم ابداعي






اعجبني كثيرا تركيز برنامج "حمدين صباحي" الرئاسي وخصوصا تركيزه علي نقطة "التعليم الابداعي" في مصر..
تحدث اكثر من مرة في اكثر من برنامج ومؤتمر في هذه النقطة تحديدا واعطي لها اولوية خاصة جدا وهي المحك الرئيسي في تقدم مصر في المرحلة القادمة فعلا..
التعليم المصري قائم علي "حفظني شكرا" اما البحث وكلمة "مكتبة" غائبة تماما تقريبا ..

وعلي سيرة التعليم الابداعي نروي هذه القصة الصغيرة التي ذكرها "كن روبنسون" في محاضرة بعنوان "المدارس تقتل الابداع" والقصة فعلا تلخص وضع التعليم في مصر وفي اي مكان يعتمد علي التلقين ..تقول القصة :

بنت صغيرة ظلت ترسم علي الورقة مدة طويلة فسألتها المدرسة ماذا ترسمين ؟؟
قالت الطفلة : أرسم الله
قالت المدرسة : لكن لا احد يعرف هيئته بالظبط
قالت الطفلة ببراءة : حسنا..بعد دقيقة حينما انتهي سيعرفون هيئته !

القصة تلخص فعلا واقع التعليم الذي يعتمد فقط علي التحفيظ من كلمة المدرسة "لا احد يعرف هيئته" والحاجة الي الابداع لدي الاطفال في المدارس من جملة الطفلة "سيعرفون بعد قليل" .
انها عملية "الخلق" ..خلق الافكار الجديدة وتفريخها كما تحدث الفلاسفة عن "الفكرة السعيدة".


التعليم الابداعي هدف وغاية لكل نظام تعليمي في العالم لكي ننمي انماط التفكير المقتولة في نظامنا التعليمي وخصوصا انواع ال

critical thinking
و
creative thinking

واسلوب "حل المشاكل" غائب في نظام التعليم المصري او
problem-solving



كل ما عليك عمله في التعليم المصري هو حفظ الكتاب وستهون بعدها كل الامور ..تنجح دون ان تفهم او تعي شيئا مما قرأته .بل احيانا يتم حفظ الاسئلة بأجوبتها !
انها عملية الابداع سيدي تلك التي نتحدث عنها ..الابداع في التعليم هو ما يخلق لنا جيل جديد من العلماء وكما قال ستيف جوبز :

Innovation distinguishes between a leader and a follower




ولنتحدث عن بعض الامثلة في العالم عن العملية التعليمية او ما يدور في كواليس المدارس في امريكا واوروبا او اليابان :



أولا : توجيه الطفل :

قضية كبيرة شغلت الرأي العاما لامريكي من فترة وهي عن طفل يسرق من المكتبات كميات من الكتب ليقرأها بنهم ربما هو تصرف خاطئ ولكن لم يذهب الي السجن او الاحداث كما يحدث عندنا بل وجهوه واعطوه كميات من الكتب في المجال الذي يحبه علي امل ان يجده عالم كبير من هذا الطفل في يوم من الايام وليستفيدوا بهذه النقظة عنده لاقصي درجة.
فلابد من ملاحظة ما يحب الطفل من صغره لان التعليم في الصغر هو اهم شئ وهي المحك الرئيسي لشخصية كل انسان مرحلة الطفولة اذا فلتعرف اهتمامات الشخص من طفولته لنوجهه التوجيه الصحيح سواء اتجاه علمي او رياضي او اي كانت موهبته لابد من تحديدها اولا ثم صقلها.



ثانيا : الاهتمام بشتي القضايا :

في قناة فوكس نيوز من فترة اعدوا تقريرا مطولا عن قضية سيعتبرها البعض تافهة في مصر وهي قضية "مدة الفسحة" لان الطلبة كانوا ياخذون مدة قصيرة في الاستراحة بين الحصص مما يسبب لهم العجلة والسرعة في ركبوهم للسيارة والذهاب لمنازلهم لتناول الغذاء فلاحظوا ان هذا يسبب المزيد من حوادث الطرق فعقدوا اجتماعات لزيادة مدة الفسحة المدرسية وغطتها شبكات اعلامية كبري في المجتمع الامريكي.
وهذا يعلمنا ايضا الاهتمام بشتي القضايا في العملية التعليمية حتي لو كانت تبدو سطحية او تافهة.



ثالثا : القدوة :

في المدارس الامريكية يكون هناك يوم محدد للقدوة..كل طالب يحضر اباه ليحكي عن عمله امام الطلبة لكي يعرف الطالب كيف يختار مستقبله ومهنته فعلا حسب ما يرتاح اليهاو يشعر بانه قادر علي العطاء وليس بالنظام المصري وكلمة الطفل المصري "ماما عايز اطلع ظابط او دكتور" لانه لا يعرف او يفقهاي شئ عن المهن الاخري اما في امريكا فالطلبة لديهم وعي كبير بكل المهن من خلال يوم القدوة حينما تسرد امامهم تفاصيل كل المهن بسلاسة .




رابعا : دراسات مهمة عن التعليم :

انهم يعرفون من اين تؤكل الكتف جيدا فمثلا في اسرائيل يتم تعليم الاطفال في المناهج اللغة العربية تحديدا ويولوا لها اهمية خاصة لانهم يعرفون ان معرفة مجتمعهم بلغة من يحيطون بهم تحديدا من العرب امرا هاما جدا ولابد لكل الاطفال ان يعرفوا هذا جيدا.
وفي بعض الدول الاوروبية لا يتم تعليم الاطفال اي لغات اجنبية الا بعد ان يتم عمر معين لانهم حسب دراساتهم اثبتوا ان هذا يؤثر علي لغة الطفل الاصلية ولهذا لا يعلموهم اللغات الاجنبية الا بعد ان يتعلم جيدا لغته الأم .
فلابد من عمل دراسات عن العملية التعليمية اولا وابحاث عدة قبل ان نصدر الاحكام ونتوغل فيها .فمصر تحتاج المزيد من هذه الدراسات من اجل الاطفال ومن اجل التعليم.




خامسا : التجربة والخطأ :

كما تقول المقولة "الذي لا يخطئ هو الذي لا يفعل شيئا"..اي انك دائما معرض للخطأ اما عندنا في نظامنا التعليمي فالخطأ كارثي..الطلبة لا تدخل المعامل لا تقوم بالتجارب لا يمكنهم الاعتماد علي نفسهم وتقوم لهم المعلمة حتي بكل شئ في التجربة لانها تخاف دائما من خطأ جسيم حتي ان معظم المدارس المعمل بها او ورئة الكمبيوتر عبارة عن كوخ مهجور !
في اليابان شاهدت احدي التجارب وهم يولدون الكهرباء لشحن اجهزتهم من النباتات !! ومن يقوم بالتجربة انهم اطفال..!!
تجارب لا يعرف بعض علمائنا حتي القيام بها لانهم لم يتعودوا علي فكرة الخطأ والتجربة..عندنا لابد فقط من حفظ التجربة والي اين تشير الاسهم في المعادلة اما ما معني المعادلة فلا يهم ابدا.





نحتاج المزيد في العملية التعليمية ..خطة واضحة واهداف ابعد لخلق جيل كامل من العلماء والمفكرين..لا تربط ابدا بين المجموع والكلية فتلك كارثة حقيقية ان يضيع طالب حلمه مثلا في كلية معينة بسبب ربع في المائة او اقل..تعليم عقيم جدا في عهد مبارك ونظام تعليمي لا يسمح الا بالتلقين وافتقاد القدوة لانهم يعرفون ان علمائنا الافذاذ لابد ان يسافروا الي امريكا لعدم توافر الامكانيات او قل سرقة الامكانيات في عهد مبارك واعوانه من قتلوا التعليم وخصوصا الابداع في التعليم.

لابد من زيادة مرتبات المعلمين اولا قبل اي مهنة لانهم فعلا هم صانعي الاجيال واذا لم ينصلح حالهم فقل الوداع لجيل وجيل اخر من شبابنا خرج من رحم الفكر الجامد والمناهج المعلبة الجاهزة الخالية من الدسم.
نحتاج الي روشتة للعملية التعليمية من علمائنا في كل مكان وانفاق مبالغ طائلة علي المدارس والعلمية التعليمية باكملها كي لا يخرج اطفال تحمل السنج او جنس في حمامات المدارس او تلك الاشياء المقززة في المجتمع التي تحدث في بعض المدارس.


ارجو الله ان يكون هذا نصب اعين جميع المرشحين للرئاسة كما هي نصب اعين الاستاذ حمدين صباحي وان تكون اولوية في كل برنامج مثل ميزانية البحث العلمي ايضا ..والله الموفق لشباب مصر.



No comments: