Friday, July 8, 2011

جمعة القصـاص..والعدالة البطيئة







جمعة "العدالة"..أو جمعة "القصاص"..أي كان المسمي لمطالب الثوار ولمطالب كل المصريين فلهم جميعا كل الحق فيما يطلبون وما يتمنون لمصر ولكل شهيد.
العدالة البطيئة تقتل صبر كل مصري مهما كانت نزيهة ومهما كانت درجة الحياد وكما قال سقراط
Nothing is to be preferred before justice


العدالة حق لكل مصري علي هذا الوطن وهي حق من حقوق الانسان ولولا العدالة التي تحدث عنها افلاطون والعديد من الفلاسفة العظماء والمؤرخين لكانت الارض تغرق في الفساد والجريمة.."مدينة العدالة" الافلاطونية حلم ولكن نريد ان نحقق ولو البعض من هذا الحلم..نريد فقط ان نري العدالة تتحقق علي ارض مصر ونجعل من نور العدالة قنديلا في قبور الشهداء المصريين..العدالة التي تنتقم من العادلي سفاح مصر ومبارك قاتل شعبه وغيرهم من المجرمين.

منذ ايام "ايزيس" ونحن نبحث عن العدالة فهي في معتقدات قديمة من تبحث عن العدالة للفقراء وهي تجسيد العدالة كما تتجسد العدالة عند اليونانيين او تتجسد عند الرومان بالهة للعدالة.

الكثيرون يشيدون بالقضاء المصري وانا منهم ولكن لابد ان نعترف بالسلبيات والتقصير احيانا ولابد ان نعترف ان القضاء المصري من ابطئ الانظمة القضائية في العالم فمثلا لعلنا نسمع عن قضية رياضية علي سبيل المثال وهي قضية نادي الزمالك التي تتأجل لمرات عديدة وكثيرة جدا وتنتقل من دائرة لدائرة رغم انها تهم الرأي العالم بالكامل ولكن لا ندري لماذا هذا البطئ في اصدار الاحكام.

القضاء الامريكي يهتم بكل انواع القضايا ولا يميز بين المهم فالاهم فجميعها قضية راي عام ونري جميعا قضية التمييز العنصري من جانب فتاتان مسلمتان ضد ماكدونالدز والتي كانت قضية رأي عام ورفعت ضد ماكدونالدز العديد من القضايا الاخري وايضا قضايا شركات التبغ من جانب اهالي المصابين بالسرطان والتي تحكم لهم بتعويضات كبيرة جدا في بعض الاحكام وقضايا كبيرة بهذا الحجم نجدها لا تستغرق كل هذا الوقت التي تستغرقه حتي ابسط القضايا المصرية والتي يتم تأجيلها العديد من المرات ولفترات زمنية متباعدة جدا.

اما قضايا القتل فالمجتمع الامريكي لا يعتبرها ابدا قضايا فردية او مجرد حوادث مثل الام التي قتلت ابنها بسبب الفيس بوك او الام التي قتلت اولادها الثمانية ووضعت جثة كل منهم في ولاية او بعض الجرائم البشعة التي نسمع عنها فتجدها تتصدر صفحات الصحف الامريكية وليس فقط في صفحة اخبار الحوادث مثلا بل ان كل جريمة تعامل كجريمة مطروحة للرأي العام وكأن الحكم فيها للناس رغم ان العديد من الاحكام احيانا تاتي علي غير هوي المجتمع الامريكي .
وقضية الجندي الامريكي الذي اغتصب وقتل صديقته منذ فترة او الجندي الذي اتهم باغتصاب فتاة عراقية وحصل علي حكم لمدة مائة عام نجد كل هذه الجرائم الشهيرة تتصدر الصحف وايضا يتم الحكم فيها اسرع من القضاء المصري ربما بمائة مرة تقريبا..

لا نعرف تحديدا هل الفرق في جمع الادلة نفسه ام الظروف التي يكون فيها القاضي الامريكي والمحاكم الامريكية مقارنة طبعا بالمصرية ..نعرف جيدا ان الفوارق شاسعة بين القضاء الامريكي او الاوروبي والقضاء المصري والامكانيات المتاحة في هذه الدول اضعاف الامكانيات التي تعطي للقضاء المصري وحتي الصلاحيات التي تعطي للقاضي الامريكي او
الاوروبي .

القضاء المصري نزيه جدا ولكن كمية القدسية التي نتحدث عنها هنا تذكرنا بجملة "سيد قراره" او غير قابل للمناقشة وهو امر مرفوض تماما..ففي الخارج مثلا تم القبض علي قاضي امريكي وهو يرشي عاهرة باكياس من المخدرات وتم الحكم عليه ولم يتحدث هنا احد عن قدسية القضاء فكلهم تحت طائلة القانون..وما اقصده تحديدا ان من يخطئ ولو من القضاء لابد ان يعاقب ولا نتحدث دائما عن "هيبة القضاء" كانها "هيبة مصر" ونفرق بين قاضي فاسد وقضاء فاسد فليس معني القبض علي هذا القاضي الامريكي مثلا ان القضاء نفسه فاسد ولكن بالعكس فمعناه ان اقصس درجات الشفافية والعدالة هي التي تمارس هناك.

لماذا لا تصبح المحاكمات الهامة علنية في مصر امام الجميع خصوصا طالما فيها العديد من الجرائم السياسية والتي تستحق كل منها عشرات السنين ..فقد تعود الغرب علي مناقشة كل القضايا الهامة والغير هامة ايضا سواء اختطاف مراهقة امريكية او قد اصابت براءة امراة اتهمت بقتل طفلها من قبل بخيبة امل كبيرة للمجتمع الامريكي رغم ان القضية شخصية ولا تمس المجتمع نفسه فهي ام وقتلت ابنها ولكن المجنتمع بالكامل كان يناقش القضية كانها قضية راي عام وايضا قضايا فساد الشركات الكبري هناك تناقش علي الملأ وامام الجميع وفي استجواب ينقل علي شاشات التليفزيون ومن اشهر قضايا الفساد التي هزت الراي العام هي قضية "جي بي مورجان" وتورطه مع "مادوف" وبعض القضايا الهامة الاخري والتي يكون الطرح فيها علني وبمنتهي الشفافية .

ما هي الادلة الناقصة للحكم علي العادلي بالاعدام مثلا ؟؟ وكيف لا يستطيع محامون اهالي الشهداء جمع هذه الادلة بسهولة ويسر ؟؟ هل يتم اخفاء الادلة ويتم التعتيم مثلا ؟؟ ام ان الرجل برئ من قتل الابرياء ؟؟ كيف يكون هذا السفاح بريئا وهو مثل اي مجرم يمثل امام المحاكم الجنائية الدولية حتي بل ربما اخطر منهم من كثرة اعداد من عذب واغتصب وقتل علي مدار السنين. غلطة من تحديدا تاجيل الحكم علي السفاح ؟؟

كل مصري يحتاج الان فعلا الي ان يري القصاص العادل وليس فقط اهال الشهداء بل كلنا نحتاج ان نري العقوبة وهي توقع علي المجرمين الذين مصوا دماء شعبنا سنوات طويلة..نحتاج للعدالة السريعة والناجزة التي طلبها حتي الزعيم المخلوع مبارك في خطابة سابقا برغم انه اكبر قاتل للعدالة اصلا !

كيف يكتشف جامعي الادلة مثلا في الخارج جريمة قتل من خلال "بعوضة" داخل سيارة ملوثة بالدماء ولا نستطيع نحن ان نعرف ونجمع ادلة علي شخص مثل العادلي قتل الالوف ؟؟ ما هذا الفارق الرهيب ؟

ولا اتحدث عن القضاء هنا ولكن علي الادلة نفسها ومن يجمعونها . فمن يلوم القضاء عليه ايضا ان يلوم من يجمعون الادلة والمستندات علي الفاسدين .


وربما النقطة التي تحدث عنها الجميع كيف تكون ثورة ولا يمثل المجرمون امام محاكم عسكرية علنية امام الشعب بالكامل مع ان في الوقت نفسه يمثل المدنيون امام المحاكم العسكرية !!
كيف لا يحاكم العادلي امام الشعب المصري بالكامل كي يهدأ الشهداء ويستريحون في قبورهم ؟
وكيف لا يحاكم السفاح الاكبر مبارك الذي قتل الالوف بالسرطان امام الشعب بالامل او يكون عقابه كما حدث في الثورة الفرنسية للاسرة الحاكمة؟؟

نحن جميعا نلوم علي القضاء ولا نشكك في عدالته ولكن ما جعل البعض يشكك في العالدة هو التباطؤ حتي بدأ البعض يربط بين كلمة "التباطؤ" و "التواطؤ" ..فلابد للعدالة ان تكون سريعة وكثرة تاجيل القضايا تثير الريبة والشك في النفوس للبعض..فكل ما نطلبه من القضاء المصري هو سرعة الحكم علي السفاحين فقط بدون التشكيك في النزاهة والحياد وايضا نريد العلنية في المحاكمة وان تتناولها كل وسائل الاعلام في شفافية كاملة ونزاهة مطلقة..

وسيأتي اليوم يا مصر ونري في القاتلين يوما عبوسا عليهم يقض مضاجعهم باذن الله
نصر الله مصر ونصر الله الثورة العظيمة

1 comment:

Anonymous said...

تحليلاتك دايما مميزة ومتألق كعادتك تحياتي لك ولمدونتك الاكثر من رائعة