Monday, July 18, 2011

أوسكار مصري من ميدان التحرير






مصر بعد الثورة راحة علي فين في مجال السينما والافلام وفنيا عموما ؟
الفن جانب هام جدا وهو من معايير ايضا تقدم البلاد وانعكاس لثقافة كل بلد ومدي تحضرها واحيانا انعكاس لواقعها .

السينما المصرية كانت في مرحلة افلام لكبار الادباء زمان زي مثلا "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ او "ثرثرة فوق النيل" او مثلا "ارض النفاق" ليوسف السباعي و "نحن لا نزرع الشوك" او "شئ من الخوف" لثروت اباظة واعمال كتير وكتير جدا لكبار ادباء مصر واحيانا الادب العالمي يكون ليه دور كبير جدا في السينما المصرية زي مثلا فيلم "عهد الهوي" المأخوذ من غادة الكاميليا وافلام اخري في الفترة دي .

لكن بعد كده ظهرت مرحلة افلام هابطة ملهاش حصر والبعض اطلق علي الافلام الهابطة دي "افلام مقاولات" وظهرت بعض الافلام اللي كانت بتحصد جوايز رغم ان الناس مش فاهماها وكانوا بيسموها "افلام مهرجانات" ودي افلام بتكون ليها طابعها وفلسفتها الخاصة ولكن افلام المقاولات كان ليها الغلبة في فترة رغم ان نفس الفترة دي كانت في افلام بتحشد العديد من النجوم في عمل واحد زي مثلا فيلم "الاخوة الاعداء" او فيلم "العار" او فيلم "الحرام" واكن في صراع ما بين افلام عظيمة تكتب تاريخ للسينما المصرية وافلام هابطة بدرجة قدير جدا تكتب نهاية للسينما المصرية فعلا

لكن كان فين دور السياسة في الموضوع ؟
السياسة في الفن المصري وتاريخ السينما ممكن نقسمه لعدة فترات زمنية وعدة تصنيفات :




أولا : افلام النضال السياسي :

دي افلام زي مثلا "القاهرة 30" او "الكرنك" في فترة اخري تماما وتوريك مثلا النضال في ايام الجامعة وما بعدها وازاي كان بيكون في عناصر مدسوسة في وسط الطلبة عشان يبلغوا ما يسمي ساعتها "البوليس السياسي" ويبدا التعامل بكل قسوة مع اي حد يفكر في مجرد الدخول في معترك السياسة ولو خطة واحدة بس.
وكانت الافلام دي مش بس بترصد حالة دي تحس انها كانت بتخوف الناس من الدخول فعلا في عالم السياسة من اللي هيشوفوه في هذا العالم من ويلات.



ثانيا : التعذيب :

من اشد الافلام دي "احنا بتوع الاتوبيس" و فيلم "الكرنك" وفيلم "البرئ" ودي كانت بتوريك بيعمل ايه قيادات الزعماء العرب اللي بعد كده بنعملهم افلام ونمجد فيهم وفي تاريخهم رغم انهم كانوا بيسحلوا شعبهم طبعا هم ليهم ايجابيات كتيرة جدا لكن السلبيات احيانا في ناس تتجاهلها كان الحاكم العربي او الزعيم كل اعماله هي الفضلي لبعض عشاقه ودراويشه.
وكان التعذيب احيانا في الافلام اليكون في افلام الجاسوسية زي افلام نادية الجندي اشهر نجمة اشتركت في افلام جاسوسية.
ولكن دايما شخصية التعذيب ترتبط بالدور الرائع اللي لعبه "سعيد عبد الغني" في فيلم "احنا بتوع الاتوبيس" وهو اقرب ما يكون الي شخصية كل حاكم عربي مريض نفسيا.
وكان في فيلم شهير كمان اسمه "شروق وغروب" بتاع رشدي اباظة والمليجي



ثالثا : السيرة الذاتية :

انطلقت السينما بعد كده في تمجيد كل حاكم كان او سرد سيرته الذاتية ولكن كانه بلا خطيئة فيكون الفيلم كله اظهار لمزايا وبطولة الحاكم زي افلام"ايام السادات" وفيلم "ناصر 56"
وكانت الافلام دي مش مجرد سيرة ذاتية ولكن كانت مدح بس بدون اي نقد يذكر في الفيلم وكان دول ملائكة مش بشر ليهم بعض الاخطاء.
او كنا بس بنعمل سيرة ذاتية لشخصيات ابعد في التاريخ كتير زي مثلا "قطز" و "بيبرس" في مسلسل الفرسان ثم توالت مسلسلات السيرة الذاتية لشخصيات اسلامية عديدة .



رابعا : فترة التحسر علي الواقع :

جت بقي فترة الفيض بالكيل خلاص من السياسة العربية والحكم العربي واللي ظهرت في بعض الافلام المصرية زي "عمارة يعقوبيان" وفيلم "حين ميسرة" و "هي فوضي" و "دكان شحاتة" واللي كان لخالد يوسف فيها نصيب الاسد طبعا في الاخراج وجسد في فيلم دكان شحاتة حالة مصر كاملة الي ان اعلن وفاة الدولة بالكامل في مشهد حزين جدا ومحبط لانه يأس جدا من السياسة اللي كان بيتبعها نظام مبارك وعصابته.




طيب ايه هي الفترة الجاية بقي بعد كل الفترات دي في السينما المصرية ؟؟
الفترة الجاية بقي مرحلة جني الثمار الفني طوال التاريخ السينمائي المصري اللي كانت جوايزه العالمية مش بالشكل المرضي ابدا وبدأت سينمات كتير تسبقنا زي الايرانية او الهندية او غيره في دول العالم اللي سبقتنا جدا في السينما.
الفترة الجاية دي علي الصعيد الفني لو مخدناش جايزة اوسكار .."ايوه "اوسكار" بقولها تاني مش خيال يعني وكذا اوسكار كمان يبقي احنا بنهرج وهنفضل محلك سر في مجال السينما.

الفترة الجاية في السينما المصرية مش فترة "سعفة ذهبية" او مهرجانات دي فترة تحضير لاننا فعلا ناخد اوسكار لاول مرة في تاريخ السينما المصرية.
عندنا مادة دسمة جدا بعد الثورة وزخم سينمائي مهول من الشخصيات والاحداث وافلام تتكلم عن الفساد السياسي خصوصا لو حشدنا ليها ابطال كتير جدا في الفيلم الواحد وممثلين بدرجة عالية جدا من الابداع.

"صفوت الشريف" مثلا..انا بعشق فيلم
godfather
وشوفت اجزائه ييجي ميت مرة لكن لو عملنا فيلم عن فساد صفوت الشريف واعماله علي مدار السنين اللي فاتت ممكن نحسس العالم كله ان الشخصيات والعصابات في فيلم "جادفاذر" كانت مجرد ملائكة !!
كانت اعمال مخدارت وقتل ومافيا طيب شوف بقي صفوت عمل ايه ..سرقة وقتل وتخطيط لقتل ثوار وتجنيد فنانات لاعمال جنسية وخيانة وتعذيب وقواد وبعض المفاسد الاخري..!
دي شخصية ممكن تتفوت ؟؟ ده لازم يتعمله فيلم من تلات اجزاء مثلا وتبقي سلسلة افلام مصرية تاخد جوايز عالمية ده صفوت لوحده كده من غير لسه الشخصيات الاخري.


بتتكلم عن شخصية "عيدي أمين" الاوغندي في فيلم
The Last King of Scotland
طيب ده ييجي ايه في مرضه النفسي واضطراب شخصيته اذا تمت مقارنته بحسني مبارك وعيلته ؟؟
وانه يحمل اسمه في كل مكان علي بدلته ويكون مهووس بنفسه لهذا الحد وحالة ابنه النفسية وتحكمه وغروره وتعامله القذر مع الناس واستهتاره بكل من حوله ومراته سوزان المهووسة بالسرقة النهب من حتي مشاريع للاطفال !!! اي نظام واي امراض دي يا عالم ؟؟ دي يتعمل عليها ولا ميت فيلم وياخدوا الف جايزة .

عايز بقي مهندس صفقات سلاح او تعامل مع العدو بذكاء زي مثلا "نيكولاس كيدج" في فيلم
Lord of War
طيب ما عندك شخصية حسين سالم وبعض الشخصيات المصرية من سماسرة السلاح والعملات وغيره من الاعمال المشبوهة !

فيلم "ماري انطوانيت" وعدم اهتمامها بشعبها او انها بتعيش في برج عاجي مع نفسها زي سوزان بالظبط يعني لو فيلم عن سوزان هيضرب كل افلام الشخصيات النسائية من النوع ده.

اما بقي "العادلي" ده عايز سلسلة افلام زي صفوت بالظبط تعذيب وتفجير وتخطيط لتفجيرات في بلده كمان وتلفيق تهم وتربح ورشاوي وبلاوي كتير جدا يعني هيكون برضه عندنا مادة غنية جدا نعمل عنها فيلم شيق.

ده غير طبعا ان مصر المفروض تعمل فيلم عظيم عن الثورة المصرية يكون فيه كل نجوم السينما بالكامل مش زي الافلام اللي اتعملت بالفعل لان الثورة محتاجة فيلم اقوي بكتير من "صرخة نملة" مثلا عايزين انتاج ضخم جدا وميزانية كبيرة لفيلع عالمي عن الثورة المصرية.


يعني عندنا كمية افلام ممكن تتعمل وتكون عالمية كمان الفترة الجاية دي وشخصيات جاهزة لعلم افلام عنهم وفيهم كل صفات اننا نعمل فيلم عالمي ياخد جايزة اوسكار .



No comments: