Sunday, May 23, 2010

أحــاسيس لا تشــرب الفــانيليا




لَسْت مَجْنونا..
لَا تَعْرِف كَيْف تُشَاهِدْنِي ..وَلَكِنِّي لَسْت بِمَجْنُوْن..

حِيْن رَأَيْتُنِي اوَّل مَرَّة ..كُنْت أَنْفُخ فِي يَدِي..
كَانَت عَصَافِيْر تَغْرَق فِي دِمَائِي ..وَكَانَت قِبْلَتِي لَهُم لِلْحَيَاة..
فَكَان الْمَشْهَد انْسَان يُنْفَخ فِي يَدَيْه بِلَا مَعْنِي..

حِيْن رَأَيْتُنِي الْمُرَّة الْثَّانِيَة ..حِيْن كُنْت أَنْحَنِي وَانَا انْظُر الَي نَفْسِي فِي الْمَرْأَة..
كَانَت حَبِيْبَتِي تَتَرَامِي عَلَي الْمَرْاة نَدِي زُهُوْر وانْفَاس صُبْح..
فَكَان الْمَشْهَد انّي مُخْتَل عَاشِق نَفْسِه..

حِيْن رَأَيْتُنِي الْمُرَّة الثَّالِثَة..
كُنْت اقْبَل حَائِط غُرِفِتِي..
لِانَّه كَان عَلَيْه صَوَّرْتَهَا فِي يَوْم مَا ..فَاعتَبَرَتِه حَائِط مَبِكَاي وَدُمُوْعِي..
فَكَان الْمَشْهَد مَعْزُوْل عَاشِق لِلْعُزْلَة..

حِيْن رَايْتَنِي الْمُرَّة الْرَّابِعَة ..
كُنْت اشْرَب الْفَانِيلِيا وَاوَشَوّش شَرَايِيْن يَدَي..
كَانَت شَرَايِيْنِي تُرِيْد تَذَوُّق طَعِم الْفَانِيلِيا..فَكُنْت اوَشْوشِهُم ان يَكْفِيْهِم طَعِم فَانِيلِيا الْحُب ..
فَكَان الْمَشْهَد عَاشِق كُل جُزْء فِي جَسَدِه..
وَلَكِن الْمَشَاعِر لَا تَشْرَب الْفَانِيلِيا..

حِيْن رَايْتَنِي الْمُرَّة الْخَامِسَة..
كُنْت أَأْكُل الْقْلُم..وَيَفِيْض مِن فَمِي حِبْرَا..
كُنْت احَاوِل ان افْهَم سِحْر الاقْلام وَلُغَة الْاشْعَار وَنَبْض الْوَرَق..
فَكَان الْمَشْهَد مَجْنُوْن يَأْكُل مَا يَجِدُه تَحْت يَدَيْه..

حِيْن رَايْتَنِي الْمُرَّة الْسَّادِسَة..
كُنْت اجْرِي فِي الْشَّارِع غَرِيْبا مَنْفِيّا..
كَانَت ارْبَعَة مَلَائِكَة تُطَارِدُنِي بِنَعْش مَكْتُوْب عَلَيْه "الْحُب"..وَكُنْت الْهَارِب مِنْهُم..
فَكَان الْمَشْهَد انّي جَبَان يَهْرُب حَتَّي مِن نَفْسِه..

وَفِي الْمَرَّة الْسَّابِعَة..
كُنْت اشَم بِشَهْوَة رَائِحَة هّمْسَاتِي حِيْن تَحَدَّثْت عَنْهَا مُنْفَرِدا..
فَكَان الْمَشْهَد انّي اشْتَهَي الْاجْسَاد بِجُنُوْن..

وَفِي الْمَرَّة الْثَّامِنَة..
كُنْت امَشِّط شِعْر الْلَّيْل كَحَوّاء تَجْلِس بَيْن يَدَي..وَاحَاكِيُّهَا بِقِصَص الْحُب..
وَوَجَدْتُنِي انْت امَشِّط للاوْهَام..

وَفِي الْمَرَّة الْتَّاسِعَة...وَالْعَاشِرَة وَالْحَادِيَة عَشْر رَايْتَنِي ارْقُص فِي غُرْفَتِي..
وَلَكِن لَيْس جُنُوْنْا..
كُنْت اراقِص ضَوْء شُمُوعِي..وَانْطَفَأ احَيَانَا وَاتَوَهج احَيَانَا فِي رَقْصَتِي..
كُنْت احَاوِل ان اسْمَع قَصَّارِي عَزْف "الْقِيْثَارَة"..
وَانَاشِيد مَجَانِيْن الْلَّيْل وَدَّرَاوِيش الْحُب..

وَاحَاوِل ان اخْرُج مِن حَوّاء رَجُلا يَتَسَاقَط مِن عَيْنَيْه الْشَّهْد حِيْن يَمْتَلأ بِالْجَمَال..
وَاحَاوِل ان اخْرُج مِنْهَا وَاقِعَا مُسْتَحِيْلَا او مُسْتَحِيْلَا عَلَي ارْض الْوَاقِع..
وَاحَاوِل ان الَتَهُم حَمَاقَاتِي فِي كَأْسَيْن نَبِيّذ ..
وَان تَمْتَلأ عُيُوْنِي بِسَنَابِل الْعِشْق ..وَتَمْتَلأ مَشَاعِرِي بِأهَات الْقَادِم..


فَلَا تَظُنُّنِي مَجْنُوْنا يَا حَضَرَة "الِكَيوبِيد"..
انَا فَقَط اطِيْر مِثْلُك..وَلَكِن عَلِي ارْض فَاض بِهَا الْحُب..
وَلَيْس فِي سَمَاء تَمْلَأَهَا سِهَامَك ..!

2 comments:

Anonymous said...

معبر و رقيق

معـــــتز هــاني سعد said...

متشكر لحضرتك جدا بس ياريت تبقي تعرفني باسم حضرتك تحت التعليق
وشكرا ليك