Friday, April 29, 2011

ليلة اغتصاب مـوافي..قصة قصيرة




قد تتشابه هذه القصة في احداثها مع ما يحدث الان في احدي الزنازين !
يجوز !
قد يحدث!
ممكن جدا !




في ليل قاتم لا يقطع حلكته الا صرخات الاعتراض والضجيج في الزنازين..وقف "صفوت" خائف مرتعشا كغزالة تنظر في عيون اسد يريد افتراسها..
بدأت الدموع تسيل علي خديه عندما رأي ما لم يكن يتوقعه في زنزانة "7" ..شبح الماضي ام شبح الضمير المقتول ؟؟
انتقام ام قصاص؟؟ نزوة أم قتل رحيم ؟؟
دخل المسجون الأقبح خلقا وهيئة في السجن بكل انحطاط يقول في صوت غليظ : الليلة بتاعتك يا صفوت !

بدأ في فتح سحاب البنطلون واخراج عضوه القبيح امام عيون الرجل المهزوم بكل ضغينة وكانها لم تكن نزوة بل هو انتقام لبلد كامل وأسر هدمها صفوت وخاض في اعراضها وفضح كل مستور فيها ..


صفوت : حرام عليك انا مش ناقص انا اتكسرت عايزين ايه مني تاني..الحقووووني الحقووووني

العسكري: في ايه يا صفوت ؟

صفوت: الراجل ده بيتهجم عليا وانت سامع ومبتتحركش اتحرك يا بني ادم

العسكري: بني ادم ؟ اتكلم معايا عدل يا صفوت..كل واحد بياخد علي قد نيته وانت نيتك زي ما انت عارف

صفوت : يعني ايه ؟ انت متواطئ ؟

العسكري: اه متواطئ ..احسن ماكون واطي



لم يلحظ صفوت من خلال شباك السجن الصغير الا سيدة تضع يدها في يد العسكري ببضعة مئات من الجنيهات وعرف ان الموضوع كله مدبر لاسقاط كرامته حتي امام نفسه ودفعه الي الانتحار..



صفوت : قولي بس دفعولك كام وانا هادفعلك اكتر

المسجون: مش مسألة دفع..دي مسألة لذة ومتعة..انا ب... اللي ن.... البلد كلها وخلي الناس تمشي حافية وتاكل رغيف مغشوش

صفوت: حرام عليك انا راجل كبير في السن

المسجون: كبير ؟؟ الدهن في العتاقي يا "موافي" !!



وقع صدي الكلمة علي اذان صفوت كقصف الرعد .."موافي" وبدأ يتذكر في لحظة وهو منهزم محني الظهر في ماضيه :



صلاح : يا موافي صب لي الكاس ومزجني

موافي: تحت امرك يا صلاح باشا احلي كاس لاحلي باشا

صلاح: عملتلي ايه في الكام ممثلة اللي كلمتك عليهم ؟؟ جندتهم ؟؟

موافي: طلباتك اوامر اعتبر الموضوع خلص خلاص يا باشا

صلاح: عايزين نمزج البشوات الكبار ..عملتلهم الشرايط اياها ؟

موافي: عيب يا باشا دي لعبتي كل واحدة ليها شريط انما ايه فضيحة سوبر لوكس

صلاح: طول عمرك مخلص يا موافي

موافي: خدام معاليك ياباشا انت بس تؤمرني



كان عمل صلاح في المخابرات ولكن للاسف بلا ضمير او وازع ..كل ما يعرفه هو لغة الفضائح والتجنيد والقتل والتعذيب..
وكل ادواته وسيفه وسلطانه كان "موافي"..كلب صلاح المدلل وخادمه الوفي..!



وفي احد الليالي التي تذكرها صفوت :


فنانة : انت عايز ايه مني تاني مش خلاص قولتلي انا حرة ؟

صفوت : لا رجعت في كلامي يا قطة في حاجة ؟؟ المذكرات دي مش هتتنشر ولو علي جثتي

فنانة: انت مالك ومال المذكرات كمان ده اكل عيش يا اخي مش كفاية اللي عملته فيا ؟؟

صفوت : انا اللي اقوله يمشي لاما اطلع الشرايط القديمة ودلوقتي في انترنت في البلد وسيرتك اخليها علي كل لسان في ثانية واحدة وبزرار واحد

فنانة : انت ايه يا اخي ضميرك فين ؟

صفوت: ضميري ؟؟ في غرفة الانعاش يا حلوة




وبعد ايام : "انتحار فنانة معروفة من شرفتها في لندن"


بدأت الدموع تنهمر من عيون صفوت او "موافي" وهو في زنزانته الصغيرة امام مسجون يريد اغتصابه قائلا لنفسه : ااااه يا زمن..ربنا مبيسيبش حق حد..ربنا مبيسيبش حق حد..لا اله الا الله



المسجون : ايه انت اسلمت يا صفوت دلوقتي ولا ايه ؟

صفوت: انا بس بدأت افهم الدنيا بس متأخر قوي يا ابني

المسجون: ضميرك صحي دلوقتي ؟

صفوت: ياريته كان صحي من بدري يا ابني

المسجون: متقولش ابني انا ميشرفنيش ان يكون ليا اب قواد حتي لو انا قذر وحيوان

صفوت: حتي انت بتستعر مني ؟؟ للدرجة دي انا بقيت مهان ؟

المسجون: دنيا بقي يا عم صفوت وجه دورك تشرب من الكاس

صفوت: انت مش هتلمسني انت فاهم ؟

المسجون: انت هتؤمرني؟؟ايامك خلصت خلاص يا موافي تعالي اصب عليك الكاس

صفوت : لاااااااااااااا




وفجأة يستيقظ صفوت : ابعدوووووووووووه عني مش عايز اموووت مش عايز امووووت


ظابط : في ايه يا استاذ صفوت ؟؟

صفوت: كابوس كابوس..انا عايز اخرج من هنا..ودوني المستشفي ودوني اي حتة

ظابط: اهدي بس انا مراعي سنك بس مينفعش اعملك اي حاجة من دي الا اما تكون عيان فعلا

صفوت: دول هيتهجموا عليا..بقولك هيتهجموا عليا

ظابط: اهدي بس محدش هيعمل حاجة متقلقش




وبدأ صفوت في الهدوء تدريجيا وفجأة انفجرت المفاجأة..
اخر ما شاهدته عيون صفوت هو عيون "فنانة" من تحت النقاب ويدها في يد عسكري وفعلا مليئة بمئات الجنيهات ..
ثم نظرت مباشرة في عيون صفوت بتحد واضح وشرس ورفعت النقاب قليلا لتظهر شفتيها وتهمس من بعيد "جه وقتك يا موافي" ..!




صفوت : لااااااااااا ابعدووهم عني هيموتوني هيموتوني

ولم يستيقظ صفوت في صباح اليوم التالي الا ليجد صورة كبيرة مرسومة علي زنزانته بالطبشور لفنانة تنتحر من شرفتها ومكتوب عليها
"مشهد موت بتوقيع موافي"


ونظر خلفه مباشرة ليجد رجلا ضخم الجثة يمسك الطبشور وكأنه انتهي توا من اللوحة وبدأ في كابوس صفوت الحقيقي..!
صفوت: انقذوووني هيموتووووني هيموتوووني




ولكن لم تكن صرخة صفوت اعلي من صرخة ملايين قبله صرخوا من الفقر والمرض
فلم يشفع له احد..
ولم يستجب له أحد..
تركوه لعذاب اكبر من عذاب الضمير..
ان كان يملك ضمير..