Wednesday, June 29, 2011

ميدان التحـرير ..هل هو ثـورة أم وطـن ؟؟






الجميع الأن من فلول النظام السابق يتهافت لتشويه سمعة التحرير بأي طريقة تجوز لهم..أحداث مدبرة بدهاء ومكر الثعالب لتساعد وتصب البنزين فوق النار بالنسبة لمن هم متحاملون أصلا علي ميدان التحرير ويربطون جميع الأحداث المؤسفة في الفترة الاخيرة بالثورة وبالتحرير..!
الكثير ممن بكوا لمبارك وصفقوا له وقالوا عنه "بابا مبارك" هم من يسبون في الثورة فور وقوع أحداث مثل التي تحدث في ميدان التحرير أو اي كارثة في اي مكان في مصر ..حتي مباراة الاتحاد السكندري التي نزل فيها الجماهير الي ارض الملعب نسبها البعض الي الثورة وقالوا في كل صلف "ثورة حرامية" !!!

خلط أوراق غريب جدا وتفكير غير منطقي علي الاطلاق في ربط ملعب كرة قدم بالثورة وان ينسبوا مجموعة من البلطجية للثوريين المصريين الشرفاء ومازالت الاصوات تتعالي للأسف الشديد في جميع المنتديات علي الانترنت وفي جميع التعليقات في المواقع الاخبارية ويقولوان بكل جرأة "الثورة ضيعت البلد" ..!
لا اعرف اي بلد يتحدثون عنها اصلا فكل ما نعرفه ان في عهد الفاسد مبارك لم تكن هناك مصر أصلا !! كما قال الشاعر "خايف افتح الشباك ملاقيش مصر" ..فعلا كنا لا نجد مصر في أي مكان مهما بحثنا عنها
..لم تكن مصر العزيزة الكريمة الأبية القوية بل كانت مصر المهانة الضعيفة السلبية العاجزة الفقيرة ..فلا اعرف ماذا اضاعت الثورة في مصر فكما يقول المثل المصري "ايش ياخد الريح م البلاط" ..أو كما يقال "أنا الغريق فما خوفي من البلل" ..وربما لم يترك لنا مبارك حتي البلاط فقد أستأثر به لنفسه وترك للمصريين الريح فقط ليعيشوا في برده وعصفه .

حوادث الكنائس كانت تحدث بعد الاعلان عن حكم للعادلي السفاح وحوادث ماسبيرو بعد حكم اخر والجميع يلاحظ الأن ان بعد كل حكم ضد النظام السابق في اي جهة او هيئة تحدث الكوارث تباعا مثل حادثة ميدان التحرير الاخيرة التي خرجت لنا فجأة بتدبير واضح للعيان بعد الحكم بفض المحليات ..بالتأكيد انها ليست من قبيل المصادفة ولكن انهم الأباطرة وتايكونات الفساد الذين نهشوا في المجالس المحلية وأكلوا الحرام نارا في بطونهم وأستعذبوا طعم الحرام الي ان صار في عيونهم حلالا طيبا مباركا.

المحليات التي فضحت ولم تستر يوما عرض البلد وخاضوا في عرض الشرف نفسه وسلموا انفسهم جثث هامدة لملكوت الفساد وسلطان الاستبداد وسار فيها الكل علي شعار "احترامي للحرامي" كما تقول الاغنية أخرجت لنا الأن بعض الغيلان ومصاصين الدماء للإنتقام ولكن من من تحديدا ؟ انه الانتقام من مصر التي هي بالطبع ليست أمهم ولكن هي حصالة نقودهم فمعظم التابعين لغول النظام السابق بلا انتماء حقيقي ولا فضيلة ومستعدين للتنازل عن جنسيتهم مقابل ابخس الأثمان .

ان الأوان في الاسراع في الاحكام وخصوصا علي العادلي "ابو لهب" الذي اصاب وقتل مئات المصريين وعذب الألاف في عهده البائس ..ولكن كلا الطرفان يستحقان اللوم الان فالطرف الاول الحاكم يستحق اللوم للتباطؤ الواضح في تنفيذ الاحكام الواضحة للعيان مثل الاعدام للعادلي السفاح مثلا فأي ورق يستحق ان ينظر ويراجع لاتخاذ القرار ؟؟ هل للسفاحين مشانق حريرية ؟؟ هل للقتلة حكم أخر غير الاعدام ؟؟

اما الطرف الثاني صاحب الحق فيستحق اللوم لاتخاذه ميدان التحرير وطنا وليس مكانا لتحرير الوطن ..لاتخاذ الميدان غاية وليس وسيلة ..فلا احد يتخيل ان تكون كل طلبات المصريين في السنوات القادمة فقط من الميدان !! ألا يوجد وسيلة للتظلم أو للجلوس علي مائدة حوار ؟؟ نعتقد جميعنا ان الوضع تغير وان الحوار اصبح موجودا وقائم مع وجود هذه الائتلافات جميعها والاحزاب والحركات التي تتفاوض مع الحكومة والمجلس العسكري في امور كثيرة فلماذا لا نجلس معهم ونتفاوض أولا وثانيا وثالثا ورابعا ثم نثور خامسا !!

وأنا دائم اللوم وجميعنا دائمون اللوم علي الامن المصري ولكن الامن المصري احيانا يكون علي صواب وليس مخطئأ دائما فمن يلومه علي تصرفاته أحيانا يخطئ..فالأمن وان كان يتعدي ويتخطي خطوطه وحدوده احيانا ولكن ايضا موضوع القنابل المسيلة للدموع ومكافحة الشغب موجودة في كل دول العالم فلا تصوروه علي انه افسد نظام امني في العالم فهناك خلط ما بين ظلم الامن وتخطيه حدوده وما بين قيامه بواجبه في بعض الظروف وحتي لو كانت قليلة ..فمثال اليونان قريب علينا ونجد الامن يلقي كافة اشكال القنابل علي المتظاهرين رغم انهم يعانوا من مشاكل اقتصادية طاغية وعميقة جدا ولهم لك الحق ان يثوروا ولكن لابد احيانا من التفرقة بين المطالبة بالحقوق وما بين الشغب ..ومثال اخر هو المثال الكندي الذي شاهدناه من فترة وتدخل الامن بعنف وقسوة لتفريق جموع مشاغبين من جمهور فريق لمباراة
هناك !
وحتي في النمسا حدث هذا ايضا وفي الارجنتين عقب هبوط احد الفرق الشهيرة هناك وكان الشغب دامي وتدخل الامن اقسي !
ورأينا العديد من الفيديوهات والمقالات تتحدث عن التدخل العنيف للأمن في اسبانيا لتفريق المتظاهرين هناك ايضا رغم مطالبتهم بحقوقهم !وفي انجلترا ايضا نجد ذلك حتي اسماها البعض موقعة الجمل
الانجليزية !!


فمن المهم اولا ان نعرف حدود الامن وواجباته وبين خطوطه الحمراء التي لا يجب ان يتعداها ..وفي كل مرة لابد من معرفة من الذي بدأ بالشغب او الاستثارة ولا نلقي دائما وبشكل افتراضي مجهز اللوم علي الامن ..نعم هناك تجاوزات صارخة من الامن في احيان كثيرة ولكن هل هذا دائما ؟؟ ألا يستفز ايضا بعض الناس الأمن استفزازاز عنيف ويلقي عليه الزجاجات والطوب بشكل رهيب مجحف !!

اذا فالجميع يطالب الحكومة بضرورة وجود جهات رقابية علي الشرطة المصرية لتحديد التجاوزات من عدمها ومحاسبة المخطئ مثل النموذج الامريكي مثلا الذي يتم فيه محاسبة اي شرطي فاسد فور صدور دليل عليه من جهات عدة عملها الوحيد هو ملاحقة الفساد الشرطي ..ولكن نطالب ايضا الجميع بأن يكون ميدان التحرير للظروف القصوي حتي لا يفقد هيبته وكونه رمزا خالد للثورة المصرية التي ستكون في مناهج مدرسية للعديد من الدول ..

فحافظوا علي الميدان ولا تدعوه احيانا للأوغاد والمتحرشين كما حدث مع المذيعة التي تحرشوا بها من قبل من قبل بعض المنحرفين الذين يستغلون احيانا الظروف ليشغلوا الميدان بلا اي هدف .

ولابد ان نترك القضاء المصري يقوم بواجبه الكامل وحتي الأن ربما نجد التباطؤ واضح ولكن ليس تواطؤا علي الاطلاق وربما يعيب البعض علي بعض المواطنين الالتفاف حول المحاكم ومحاولة التأثير علي رأي القضاء وفعلا هي نقطة سلبية ولكن تحدث ايضا في كل دول العالم من ايام مالكوم اكس والمحاكمات وفي عدة قضايا كان "السود" في امريكا يلتفون ويرفعون اللافتات حول المحاكم عندما تكون قضية رأي عام وايضا في موضوع الغاء عقوبة الاعدام في عدة دول اوروبية .
بل ان اكثر من هذا عندما تم قتل مواطنة مصرية داخل محكمة المانية امام اعين الجميع وامام الامن وامام القضاة بكل تسيب وفوضي رغم ان المحاكمة في المانيا !!!

اذن فهذه السلبيات تحدث فعلا ولكن كما نلوم علي المحاكم البطئ نلوم ايضا علي بعض المواطنين التسرع الرهيب والمطالب المتزايدة في وقت قصير ربما معهم كل الحق في قضية العادلي ولكن القضايا الاخري تسرعوا فيها اكثر من اللازم ..فقط لنعطي المزيد من الوقت للقضاء ونحن نثق في القضاء المصري ونثق علي قدرته في انجاز مطالب الثورة ايضا مع الحكومة الحالية.

اذا فكل ما أريد أن اوضحه ان الامن له سلبيات كثيرة ولكن ليس دائما هو المخطئ ..
وان التحرير لابد ان يكون وسيلة وليس غاية ونجد وسائل اخري شرعية للحوار وتحقيق متطلبات الثورة او بقيتها ..
وان لا نعطي الفرصة للعابثين ان يتواجدوا في الميدان العظيم ويلوثوه بافعالهم المارقة والأثمة ثم يضعوا نفسهم في مشهد الضحية رغم ان الامن احيانا يكون في موقف لتفريق المشاغبين وليس المتظاهرين.
وان نلتف جميعنا الأن حول مصر لحمايتها من نهش الفلول الذين يتساقطون كأوراق الخريف الان بعد ان ظهرت كل خطاياهم.



No comments: