Wednesday, June 1, 2011

ديمقراطية مصرية حقيقية





الديمقراطية هي ما تسعي الهي مصر الان بعد الثورة
الديمقراطية الكاملة والحقوق الكاملة والحرية الكاملة هي مطلب كل مواطن علي ارض مصر
وكما هو معروف عن تعريف كلمة الديمقراطية وكما ذكر ايضا في كتاب الديمقراطية في الاسلام للعقاد فهي :
كلمة مركبة من كلمتين باللغة اليونانية معناها "حكم الشعب" والحكم الديمقراطي غير حكم الفرد المطلق وغير حكم الاشراف وغير حكم العسكريين وماعدا ذلك من ضروب الحكم التي ليس للشعب فيها نصيب


ويقول العقاد ايضا عن كيفية نشأة النظام الديمقراطي في الاساس :

بدأ النظام الديمقراطي في بلاد اليونان علي يد "ليكرغ" والديمقراطية لها قصة كما يرويها العقاد ..خلاصة نظام الديمقراطية كما هي بالنسبة ل "ليكرغ" ان يقوم لعي الحكم ثلاثون زعيما منهم ملكان لهم سلطان واسع ايام الحرب ولا يمتازان بسلطان كبير ايام السلم ويوضع الكتبة في مكان مغلق بحيث يستمعون من وراء الجدران ولا يروا شيئا ويجتمع الشعب من حاملي السلاح في ساحة قريبة الي ذلك المكان ثم يتقدم المرشحون واحدا واحدا وكلهم ممن بلغ الستين او جاوزها وكلما تقدم واحد سجل الكتبة نصيبهم من ضجة الاصوات التي ظفر بها المرشح ويختار الثلاثون الاوائل بهذه الطريقة فينظرون في الشرائع ويشرفون علي الوظائف


وكما يقول "الا تورين" في كتابه "ما الديمقراطية" ان الديموقراطية فكرة جديدة اما وقد تهاوت الانظمة الاستبدادية في الشرق والجنوب وخرجت الولايات المتحدة منتصرة في الحرب الباردة علي الاتحاد السوفيتي الذي ال الي التلاشي فنحن نعتقد ان الديموقراطية حققت الفوز وانها تفرض نفسها اليوم علي انها الشكل الطبيعي للتنظيم السياسي
ويتم تعريف الديموقراطية من كتاب مستقبل الديموقراطية علي انها "مجموعة من الانظمة الاولية والاساسية التي تقرر من هو المخول باتخاذ قرارات جماعية ووفق اية اجراءات "
الديموقراطية تدعو للتحرر وهدم السلطة الاولييغارشية واستقلال القضاء وتنظيم انتخابات حرة "ان الانتقال من التحرير الي تنظيم الحريات هو الصعب"
ويقول ايضا عن بعض شروط الديمقراطية ان حرية الرأي والاجتماع والتنظيم اساسية بالنسبة للديموقراطية لانها لا تستتبع اي حكم من الدولة علي المعتقدات الاخلاقية والدينية وليس للديموقراطية من وجود خارج الاعتارف بتعددية المعتقدات والاصول والاراء والتطلعات
نحن لم نعد بحاجة الي ديموقراطية مساهمة ولا ديموقراطية مداولة اننا بحاجة الي ديمقراطية تحرير


اما طارق حبيب في كتابه تفكيك الديمقراطية يري بعض التقييد للنظام الديمقراطي واستخدامه كسلاح احيانا ويقول "
فنظام الحكم المنوط به تنفيذ النظام الديموقراطي يمارس من الاساليب ما يجعل الديموقراطية هي وسيلة لتاييد نظام الحكم فقط فهي ليست مشروطة ومقيدة بل هي خالية من تداول السلطة وخالية احيانا من حرية التعبير عن الرأي وتصر النخب علي انها تدعي الديموقراطية ولكنها سيئة النية ولذلك يلزم استبعادها واصبحت الديموقراطية تقاس بالنيات واصبح من يقبلها عن نية خالصا مؤمنا ومن يقبلها عن نية غير خالصة كافرا وتحولت الديموقراطية الي اداة تعصف بتيارات سياسية عديدة وتبيح دم البعض وتبيح حرية البعض
وان الديمقراطية اصبحت راس حربة لمواجهة تيارات التراث اي الحركات الاسلامية بكل فصائلها ومعني ذلك ان التراث يقبل او يؤفض حسب انتمائه للديموقراطية وهكذا اصبحت الديموقراطية اكثر قداسة من التراث نفسه



وعندما يتحدث الان تورين عن بعض النماذج في العالم لتوضيح الديمقراطية من عدمها فيقول :ان ما جري في البوسنة يبرهن ان الديموقراطية لا تعرف بالمساهمة ولا الاتفاق وانما احترام الحريات والتعددية وقد استقبلنا ما جري في انهاء التمييز العنصري في جنوب افريقيا علي انه انتصار كبير للديموقراطية وليس مقبولا ان نصف الانظمة الاستبدادية بالديموقراطية لمجرد انها التقطت حركات التحرر الوطني فمن غير المقبول ان نقول علي ستالين ديمفراطيا لانه كان فيما مضي ثوريا او علي هتلر لانه فاز بالانتخابات


والجملة الشهيرة عن الديمقراطية تقول :

Democracy can easily be lost, but is never fully won
Judge William Hastie



ولكن ما العلاقة بين الديمقراطية والاسلام وهل هناك فواصل بين الاثنين ؟
يوضح لنا العقاد في كتابه الرائع الديمقراطية في الاسلام ما يلي :

تقوم الديمقراطية الاسلامية علي اربعة اسس : المسئولية الفردية وعموم الحقوق وتساويها بين الناس وجوب الشوري علي ولاة الامور والتضامن بين الرعية
ومن الايات التي تقر مبدأ المسئولية الفردية :
"ولا تزر وازرة وزر اخري" "ليس للانسان الا ما سعي"

ومن الاحاديث التي تقر تساوي الحقوق:
قال الرسول صلي الله عليه وسلم "لا فضل لعربي علي اعجمي ولا لقرشي علي حبشي الا بالتقوي"

اما الامر بالشوري:
"وامرهم شوري بينهم" "وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل علي الله"


وكان الحال قبل الاسلام في الجزيرة العربية غير ديمقراطيا علي الاطلاق حين نري ما قيل في اسباب المثل القائل "لا حسر بوادي عوف انه يقهر من حل بواديه فكل من فيه كالعبد له لطاعتهم اياه" فإن الجزيرة العربية عرفت ضروبا من الطغيان قبل الاسلام




وهناك وجهتان نظر مختلفتان في الحديث عن السيادة في النظام الديمقراطي بين توماس هوبز وجون لوك :

توماس هوبز الانجليزي يقرر ان السيادة مستمدة من تعاقد الناس علي اختيار حاكم يتولي امورهم لانهم يخشون بعضهم البعض لغلبة الشر والعدوان علي طباعهم ولا يحق لهم متي تولي الحاكم ان يخرجوا عليه لان التعاقد يلزمهم ولا يلزمه
جون لوك يقرر ان العقد ملزم للحاكم لان العقد ذو طرفين وينفي ان الاناس مفطورين في حالتهم الطبيعية علي الشر والعدوان




ومن موقع ويكيبديا نري العناصر الرئيسية للديمقراطية :



1- وجود إجراء خاص بإتخاذ القرارات وهو قد يكون مباشراً كالإستفتاء مثلاً، أو غير مباشر كإنتخاب برلمان البلاد.

2- أن يعترف الشعب بشرعية الإجراء المذكور أعلاه و بانه سيتقبل نتائجه. فالشرعية السياسية هي إستعداد الشعب لتقبل قرارات الدولة و حكومتها و محاكمها رغم إمكانية تعارضها مع الميول و المصالح الشخصية. وهذا الشرط مهم في النظام الديمقراطي، سيما و ان كل إنتخابات فيها الرابح و الخاسر.

3- أن يكون الإجراء فعالاً، بمعنى يمكن بواسطته على الأقل تغيير الحكومة في حال وجود تأييد كاف لذلك. فالإنتخابات المسرحية و المعدة نتائجها سلفاً لإعادة إنتخاب النظام السياسي الموجود لا تعد إنتخابات ديمقراطية.

4- في حالة الدولة القومية يجب ان تكون الدولة ذات سيادة لأن الإنتخابات الديمقراطية ليست مجدية إذا ما كان بمقدور قوة خارجية إلغاء نتائجها



وايضا لم يكن يوجد في عام 1900 نظام ديمقراطي ليبرالي واحد يضمن حق التصويت وفق المعايير الدولية، ولكن في العام 2000 كانت 120 دولة من دول العالم أو ما يوازي 60% من مجموعها تعد ديمقراطيات ليبرالية.



ومصر الان مقبلة علي مرحلة ديمقراطية وخطوة كبري في اتجاه الديمقراطية الحقيقية التي تحتاج اليها منذ سنين
الديمقراطية الحقيقية واحترام كل الاراء هي السبيل لمصر التي نريدها والتي نحتاج لان نراها دائما
وفق الله الوطن ووفق ابناءه للنهوض به في ظل احترام كل الاراء وكل وجهات النظر.




1 comment:

Anonymous said...

موضوع شيق ورائع يا استاذ معتز
وفقك الله