Tuesday, September 2, 2008

لقـــاء واحــــد أخـــير




شهور تمضي ومازالت يا قلبي تعاني "عشقا إكلينيكيا"..
كم جئت بأمطار وشموس لأقنعك رحيل الحب ومازالت تعاني..
وعقدت الهدنة مع عينيها لتلملم نجمك منها ..
ومازالت الأضعف..

في نحيبه قال "لم يكن وداعا"..
أي وداع هذا يتدثر أشباحا ونياشين الموت البطئ..
ويقيس مسافات الوجعة بين رحيل أخر أنفاسي وكعب حذاء..!


أقسي وداع هو ما يأتي بعد الضحكة..
حين يكون أخر أمالك في الدنيا معلق في رمش عيون..
تستيقظ ..
تخرج من نفسك..تنتظر الأمل القادم ..
لتكتشف أنه"رمش إصطناعي"..



أقسي وداع هو ما يأتي بعد الألفة..
وحين يأتي وداع الألفة..فستألف الوداع..
تألف أن تقتل أصبعك بنوتة موسيقية..أو لحن جارح..
تألف أن تشرب سم الزهر ولا تعرف لون فراشاته..
وتحاول أن تكسر أخر تمثال لك ..في معبد ثقتك..
وتدمر سفن نبيذ قادم من شفتيها بشمس غروبك..


وتصير حياتك شمعة..
تكسرها الريح وتحياها بنار..


تنتسب للون الصحراء..وتعيش العمر كماء يعشقه المتخيل..
ولا يشرب..
ما كنت سرابا من قبل ولا أعرف لغته..
وتنهد قلبي وقال "ومارحلت إذ رحلت ولكن الحب رحل"..


لم يترك كلمته..رحل ولم يترك حتي زهرة علي جثة ضحيته..
أي غياب هذا وراءه رائحة العطر وأخر رشفة فنجان ودخان سجائره..

كل شئ هنا يبشر بالعودة..
بقع الحبر علي الأوراق تجف..تنتظر القلم وتشتاق الي السطر بلا جدوي..

ذهول!
مظاهرة شعبية في قلبي من نبضات ودم..
أشياء لا تبشر بالخير إلا بعودة هذا الحب..
جفون مرسومة بأقلام السهر وحبر الأه..
جسدي ممدود فوق الأيام بلا حلم واحد..


أي غياب هذا ورائحة الرمان في كل الغرفة تبشر بالحب الدائم..

هو أقسي وداع..
حين يطل بلا شرفات ولا أمكنة للقبلة الأخيرة..
حين يطير بأجنحة ملاك ولا يترك إلا النار ولعنات السحرة..
حين يطل بلا ميناء ..بأيادي مقطوعة لوداع يخلو من التلويح ورعشات الأيدي..
لم تترك لعنته مكان في قلبي إلا وفتنته لجبل ثلجي..

والثلج يذوب لحر لقاء واحد أخير..
لقاء واحد اخير..
لقاء واحد أخير ...

عادت..بدون أن تعود..
عادت بدونها..







2 comments:

سنووايت said...

دائما يأتينا الوداع فجأة حتي ولو كنا علي علم بقرب قدومه ليسرقنا من دفء القرب وألفته
ودائما ما نمني انفسنا بلقاء اخر حبا في الحياة والتعلق بأي أمل
واحيانا يأتي اللقاء الاخر ولكن نكتشف وقتها انه ليس اللقاء لذي كنا ننتظره

عجبني استخدامك لبعض الألفاظ والمفرادات ببراعة
تحياتي

معـــــتز هــاني سعد said...

أصعب وداع هو ما يأتي فجأة ..يسرق منا الحلم ويسرق الحقيقة من بين عيوننا المطمئنة بالحب والأنسة لناره..ويحفظنا الله من كل وداع