وصلت اليك..
في رحلة عمر لم تستغرق عشر سنين ضوئية و "فردة كعب" ..
في رحلة لم تتعب احدا الا عيوني من اللهفة..وقلبي من الشك..وجسدي من الحيرة..
في رحلة وصولي اليك..رحلة للوصول الي نفسي..
واثناء الرحلتين اليك والي نفسي..نصطدم ببعضنا..
لاصبح بيت شعر والعالم بيت شعر..وفي قافيتنا حلم الحب ولون عينيك..
اصل اليك كطفل يتلهف علي "باترينات" ملابس العيد..واصابعه الصغيرة تلهث ببخار الرهبة والشوق..
لم تاتي انت من مقامرة طاولة فراغي علي الوقت..
بل من مقامرة يقيني علي الجمال..
في عينيك احاور نسوة لا ارهبهن ..في زي سجايا العشق..
واحاور المستحيلات بلغة النور التي تعلمتها من عينيك..
واستغيث من جمالك بشربة منه ولكني "أظمأ بعدها أبدا"..
واذهل حمرة الورود في خديك بالعاب قلبي النارية من شرر حكايات الماضي..
تخرج من عينيك فراشات وغزلان فيتحول قلبي الي محمية عشق ابدية لارواح هربت من عينيك..
فعينيك لا تتفقه في الجمال ..بل يتفقه الجمال في علم عينيك وطنا وشرايينا..
وابيات شعرية تتكحل من كحل الدهشة وتزجج حاجبها بنظرة استلهام لعينيك..فاغير من الشعر ..فاقرأه كي يخرج مقتولا..
تخرج من عينيك اميرات بفستان طوله الف سنة يجره الف قلب واطرافه الموت والحياة والغرام.. وانا..
ولا يسقط من عينيك شهب ونار تعيدني الي السماء..فالسماء لا تفتقد عاشق..لان لديها الشمس والقمر..
وحين انظر اليك اري البيوت مراكب تسير ..ويصيبني "دوار الحب" في غرفتي..فكل البحار تحتنا حب..وكل الاعاصير القادمة حب..
والحب في قلبي لا يملك اي قلب..فيصبح قلبي ممتلكا لمن لا يملك..حتي تتملكنا الحياة..
وحين لا يمهلني الوقت فرصة لاراك..امهل انا الوقت لحظات كي يستعيد فيها روح العشق..
واشعر بالاغواء حين يشتهيني الحب..
واقول هيت لك..فكل الرجال نسوة حب..والنساء نسوة حب..والقلوب نسوة حب..
فلا اعرف هل كيوبيد رجل ام امرأة..فلو كان رجل لرفق لحال رجل مثله ولو كان امراة لشعرت ما اشعره ..
فالحب يتيما كما القمر ..فهو لا يجتاح قلبي الا لحاجته لي ..حاجته الي قلب يرعاه لا الي قلب يمزقه هو..
فالحب فعل احتياج وليس فعل اجتياح..
وانا في عينيك احتاج الي الاجتياح وان تحاصرني وتقهرني رموشك عمرا..
وصلت اليك كيمامة اكتشفت الان جناحيها ..ثم شعرت ان الارض وطنها ولكنها احتاجت الي وطن اكبر بسعة جناحيها ..فاختارت عينيك..
وصلت اليك كعاشق يمسك وصيته الاخيرة..مكتوب فيها "اعطيني الكحل وتيممي بسلامي "..
وصلت اليك رجلا فقد خلوده.. كي يقرأ لغة "الفناء الخالد" فيك..
مشيت اليك حلم ..فتحولت في نصف الرحلة الي امنية..وفي نهاية الرحلة الي استحالة..ودخلت عينيك اسطورة..
شربت من بين يديك رباعيات الخيام ونثرت زهورك فوق سريري كي يصبح النوم حلم يقظة..ويقظة حلم..
وصلت اليك ..
ولكن في وسط الرحلة اعياني غرامي فاستيقظت من لعنة الامير الي رجل عادي..
ومنعني من الوصول الكامل شئ ما..مازالت احاول ان ادركه..
ولكن يكفيني شرف وصولي يوما ما..حتي ولو عدت بزهرة فقط..فيكفيني رحيقها ما حييت..!
No comments:
Post a Comment